سكان أحمر الأصليون

ادا كانت قيمة المدن و أهميتها تقاس بموقعها الجغرافي و مركزها الحضاري بالإضافة إلى مدى عطاءاتها البشرية على المستوى السكاني و عطاءاتها المادية على مستوى الإنتاج في مجال الفلاحة و الصناعة و التجارة علاوة على مشاركتها الثقافية في رحاب الفكر و الأدب ، فان هناك نوعا آخر من المدن الحديثة العهد و التي ولدت بالضرورة.
و مدينة اليوسفبة ارتبط ميلادها أصلا باكتشاف مادة الفوسفاط...هده المادة التي أتاحت لها أن تلعب دورها الطلائعي الحيوي على المستوى الاقتصادي سواءا على الصعيد الوطني او العالمي وحتي على الصعيد المحلي فهي ليست من المدن العتيقة تارخيا كمراكش و فاس وغيرها من المدن فهي وليدة القرن العشرين.
و انطلاقا من حداثة ميلاد هده المدينة سنحاول إعطاء نظرة تارخية عميقة قبل اكتشاف الفوسفاط عن المنطقة مبرزين تاريخ قبيلة أحمر (السكان الأصليون) وكذلك عن طريق نبش تاريخ القبائل الأخرى
التي عمرت المنطقة مند القرن 16م حتى القرن 20م وهو ما سيدفعنا في هدا المحور إلى تركيز الحديث عن تاريخ قبيلة أحمر كسكان أصليين للمنطقة بالإضافة إلى عناصر أخرى ثم سنتطرق إلى مسألة التسمية بالنسبة للمدينة موضحين الانتقال من اسم أجنبي إلى اسم مغربي و سنختم هدا المحور بالحديث عن الأهمية الاقتصادية للمدينة.
I-لمحة تاريخية عن مدينة اليوسفية قبل اكتشاف الفوسفاط
1)قبيلة أحمر:
يعتبر تاريخ أحمر في مجمله مجهولا رغم الدور الذي لعبته المنطقة في تاريخ المغرب (1) . يقول الاستاد المصطفى حمزة(2) :"...ويعود هدا الإهمال في نظرنا إلى غياب التوثيق وضياع العديد من الوثائق و إتلاف و تهديم بعض المآثر التي لها صلة بتاريخ المنطقة، وتداخل تاريخ المنطقة مع تاريخ المناطق المحيطة بها. هدا إضافة إلى كون المصادر والمراجع الحديثة و المعاصرة تكتفي بالإشارة إلى المنطقة رابطة إياها بفن الرماية(3)، دون الإشارة إلى التحولات التي عرفتها مما يبرز قصور هده المصادر و المراجع عن إعطاء فكرة تساعد على كتابة تاريخ موضوعي للمنطقة" .
أما بالنسبة إلى أصل التسمية (أحمر) فقد تضاربت آراء الباحثين والمؤرخين حول هدا الموضوع، حيث نجد أن هناك افتراض يقول إن المنطقة اتخذت اسمها (أحمر) من لون تربتها( الحمري) (4)، لكن هدا الافتراض يفقد مصداقيته أمام غياب إشارات إليه في المصادر التاريخية التي كتبت قبل العهد الخامس من القرن16م/10هـ .ومن هنا تكون نسبة المنطقة إلى (الحمريين) هي الصحيحة خاصة ادا علمنا بان دخول (الحمريين) إلى المنطقة كانت في العقد الخامس من القرن16م ، وان المصادر التاريخية التي كتبت خلال هده الفترة و بعدها تشير إلى هدا الاسم (أحمر) للدلالة على الحيز الجغرافي أولا و العنصر البشري الذي يقطنه ثانيا (5).
حيث إن تحديد مضمون البعد البشري لاسم (أحمر) كمجموعة بشرية معقدة في التاريخ يطرح صعوبتين:
الأولى: غياب وثائق متسلسلة زمنيا تشير إلى الاسم وتسمح برصد امتداده التاريخي.

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

اليوسفية : حقائق مدهشة في عالم الرياضة